===========
مرحبًا بكم فى موقع بيان الإسلام الرد على الافتراءات والشبهات
بحث متقدم ... البحث عن
الصفحة الرئيسية
ميثاق الموقع
أخبار الموقع
قضايا الساعة
اسأل خبيراً
خريطة الموقع
من نحن
==========
القائمة
بحث متقدم ... البحث عن
الصفحة الرئيسية
ميثاق الموقع
أخبار الموقع
قضايا الساعة
اسأل خبيراً
خريطة الموقع
من نحن
==========
القائمة
أخبار المعارف
القائد الخامنئي
الأمين العام
القرآن الكريم
نهج البلاغة
العقيدة الإسلامية
النبي وأهل البيت
الأخلاق والآداب الإسلامية علم الأخلاق
الأخلاق الإسلامية
الأخلاق العملية
الآداب
الحقوق
قصص أخلاقية
دراسات أخلاقية
مقتطفات أخلاقية
بحوث أخلاقية
الأسرة والمجتمع
المرأة
المعارف العربية
المعارف الإسلامية
معارف الناشئة
العلم نور
موقظ القلوب
الأدعية والزيارات
الفكر الأصيل
منهج حياة
إضاءات رسالية
تساؤلات وردود
الشيعة تاريخًا وأصولا
وصايا رساليّة
أديان ومذاهب
الفقه الموضوعي
المغترب
الكلمات القصار
إضاءات إسلامية
المكتبة الصوتية
إنفوغراف
13 تشرين الأول 2022 م الموافق لـ 16 ربيع الأول 1444هـ
شبكة المعارف الإسلامية
مؤسسات المعارف
مكتبة المعارف
دوريات
برنامج المسابقات
المكتبة الصوتية
الهاتف الإسلامي
معرض الصور
برنامج المناسبات
الإستفتاءات
الأخلاق والآداب الإسلامية :: الأخلاق والثقافة الإسلامية
معرفة القرآن الكريم
أعظم نعمة في الوجود
يقول الله تعالى في كتابه الكريم ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرً﴾1. إن كلمة (أقوم) صيغة تفضيل بمعنى الأكثر ثباتاً واستقامة واعتدالاً. فالقران الكريم كذلك من جميع الجوانب، أي: في كلِّ الوجود والحياة وكافَّة القضايا، لذلك هو من أعظم النِّعم على البشريَّة الَّتي لو قضى الإنسان عمره كاملاً في سجدة واحدة ما أمكنه أن يؤدِّي حقَّ هذه العطية الإلهيَّة الخالدة، وهو الميزان الَّذي على وفاقه البشرى والجنَّة، وعلى شقاقه الخسران والنَّار.
فضل القرآن ومنزلته
لقد أرسل الله تعالى الأنبياء عليهم السلام لهداية البشريَّة إلى سواء السَّبيل، وأنزل على بعضهم كتباً لتكون منارات يستهدي بها النَّاس، ولكن للأسف حَرَّف النَّاس كتب الله تعالى، كما في التَّوراة والإنجيل، وبذلك انحرفوا عن الصِّراط المستقيم ووقعوا في ضلال مبين.
إلى أن أرسل الله تعالى نبيَّه الكريم محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم ليرجع النَّاس إلى طريق الله، ويزيلهم عن الانحراف، وينير لهم الطَّريق، فأنزل على قلبه الكتاب الكريم القرآن المجيد وحفظه تعالى من التَّحريف: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾2.
فكان الهادي والمبين والموعظة والمنير لطريق السَّالكين إلى الله تعالى، فهو الكتاب السَّماويّ الوحيد الَّذي لم تمسُّه يد التَّحريف. يقول تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾3.
﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾4. ﴿هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ﴾5.
وحسب القرآن عظمة وكفاه منزلة وفخراً وفضلاً أنّه كلام الله العظيم، ومعجزة نبيّه الكريم، وأنّ آياته هي المتكفّلة بهداية البشر في جميع شؤونهم وأطوارهم، وفي جميع أجيالهم وأدوارهم، وهي الضَّامنة لهم بنيل الغاية القصوى والسَّعادة الكبرى في العاجل والآجل.
هو كلام الله و "فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه"، وهو وصيّة الرَّسول صلى الله عليه وآله وسلم الأولى والثقَل الأكبر الَّذي خلَّفه قائلاً: "إنّي تارك فيكم الثَّقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن تضلُّوا ما إن تمسّكتم بهما، وإنَّهما لن يفترقا حتَّى يردا علَيَّ الحوض"6.
يصف الإمام عليّ عليه السلام كتاب الله ويبيّن منزلته حين يقول: "ثمّ أنزل عليه الكتابَ نوراً لا تُطفأ مصابيحُه، وسراجاً لا يخبو توقُّدُه، وبحراً لا يدركُ قعرُه، ومنهاجاً لا يُضِلّ نهجُه، وشعاعاً لا يُظِلم ضوؤه، وفرقاناً لا يخمدُ بُرهانُه، وتبياناً لا تهدم أركانه، وشفاءً لا تُخشى أسقامُه، وعزّاً لا تُهزَم أنصارُه، وحقّاً لا تُخذَلُ أعوانُه. فهو معدِن الإيمان وبحبوحته، وينابيع العلم وبحوره، ورياض العدل وغدرانه، وأثافيّ الإسلام وبنيانه، وأودية الحقّ وغيطانه، وبحرٌ لا ينَزْفَه المستنزفون، وعيون لا ينضبها الماتحون، ومناهل لا يغيضها الواردون، ومنازل لا يضلّ نهجَها المسافرون، وأعلامٌ لا يعمى عنها السَّائرون، وآكامٌ لا يجوز عنها القاصدون. جعله الله ريَّاً لعطش العلماء، وربيعاً لقلوب الفقهاء، ومحاجََّ لطرق الصُّلحاء، ودواءً ليس بعده داء، ونوراً ليس معه ظلمة، وحبلاً وثيقاً عروته، ومعقلاً منيعاً ذروته، وعزّاً لمن تولّاه، وسُلَّماً لمن دخله، وهدىً لمن ائتمَّ به، وعذراً لمن انتحله، وبرهاناً لمن تكلّم به، وشاهداً لمن خاصم به، وفلجاً لمن حاجَّ به، وحاملاً لمن حمله، ومِطيَّة لمن أعمله، وآيةً لمن توسَّم، وجُنَّة لمن استلأم، وعِلماً لمن وعى، وحديثاً لمن روى وحكماً لمن قضى..."7.
آثار التَّمسُّك بالقرآن
القرآن الكريم كلام الله وللتَّمسُّك بكلامه آثار عدّة منها:
1- الهداية من كلِّ ضلالة: القرآن الكريم مظهر هداية الله، وسرُّ النَّجاة من الضَّلالة: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرً﴾8. وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إني تارك فيكم الثَّقلين ما إنْ تمسكتم بهما لن تضلُّوا كتاب الله وعترتي أَهل بيتي وإنَّهما لن يفترقا حتَّى يردا عليَّ الحوض"9.
2- الارتقاء في مراتب الآخرة: كلُّ آيةٍ من آيات القرآن الكريم تمثِّلُ درجةً من درجات الجنَّة، وكلَّما تحقَّقَ الإنسانُ بآيةٍ من آيات الكتاب الإلهيّ، كلَّما ارتقى في مراتب الجنَّة. فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "عدد درج الجنَّة عدد آيات القرآن، فإذا دخل صاحب القرآن الجنَّة قيل له، اقرأ وارق لكلِّ آية درجة فلا تكون فوق حافظ القرآن درجة"10.
3- الشِّفاءُ: القرآن هو الشَّافي الحقيقيُّ لأمراض النُّفوس المزيل لأمراض القلوب، وهو إكسيرُ السَّعادة في الدَّارين. فمن أراد أنْ يطهر باطنه من الأمراض والرَّذائل الأخلاقيَّة والذُّنوب المماحقة فما عليه سوى التَّمسُّك بهذا النُّور الإلهيّ. قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارً﴾11. وعن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له قال: "واعلموا أنَّه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد قبل القرآن من غنى، فاستشفوه من أَدوائكم واستعينوا به على لأوائكم، فإنَّ فيه شفاء من أكبر الدَّاء وهو الكفر والنِّفاق والغيّ والضَّلال"12. وعنه عليه السلام أيضاً قال: "وتعلَّموا القرآن، فإنَّه ربيع القلوب واستشفوا بنوره، فإنَّه شفاء الصُّدور"13.
4- حملته يحشرون مع الأنبياء عليهم السلام: من كرامة الله على حامل القرآن أنْ يرزقه ثوابَ الأنبياء ويحشرهَ معهم، فعن النَّبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إنَّ أَكرم العباد إلى الله بعد الأنبياء العلماء، ثمَّ حملةُ القرآن يخرجون من الدُّنيا كما يخرج الأنبياء، ويُحشرون من قبورهم مع الأنبياء، ويمرُّون على الصِّراط مع الأنبياء، ويأخذون ثواب الأنبياء، فطوبى لطالب العلم وحامل القرآن ممَّا لهم عند الله من الكرامة والشَّرف"14.
5- النَّجاة من العذاب: لأنّ الله تعالى لا يعذِّبُ من تلبَّسَ برداء القرآن ظاهراً وباطناً، لأنَّه صار مظهراً للقرآن خَلقا وخُلقا، ولأنّ القرآن هو الجنَّة نفسها. فعن النَّبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قال: "اقرؤوا القرآن واستظهروه، فإنَّ الله تعالى لا يعذِّب قلباً وعى القرآن"15.
6- الخروج من الظَّلمات إلى النُّور: فهو الكتاب السَّماويّ الوحيد الَّذي يهدي إلى سبل الخير والسَّلام، وهو نور الله المتَّصل بين الأرض والسَّماء، والصِّراط المستقيم الَّذي من سلكه نجا ومن تخلَّفَ عنه هلك: ﴿قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾16.
7- الشَّفاعة: من نعم الله السَّابغة على المتمسِّكِ بالقرآن الكريم، أنْ يرزقَه الشَّفاعةَ الَّتي هي من أهمّ خصائص الأنبياء والأولياء والشُّهداء، فعن الرَّسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من استظهر القرآن وحفظه، وأحلَّ حلاله، وحرّم حرامه، أدخله الله به الجنَّة وشفَّعه في عشرة من أهل بيته كلُّهم قد وجب له النَّار"17.
8- الإيمان: تجذُّر الإيمان في النَّفس وتكامله، هو من أهمّ الآثار المترتِّبة عن التَّمسُّك الحقيقيّ بالقرآن الكريم: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾18.
ينبغي العمل بالقرآن
ولأجل ما يحمل القرآن الكريم من فضل وعظمة وأهميّة، كان وصيّة أمير المؤمنين عليه السلام: "فالله الله أيّها النّاس، فيما استحفظكم من كتابه، و استودعكم من حقوقه.. وأنزل عليكم الكتاب تبياناً لكلّ شيء، وعمّر فيكم نبيّه أزماناً، حتّى أكمل له ولكم، فيما أنزل من كتابه، دينه الّذي رضي لنفسه، وأنهى إليكم على لسانه محابّه من الأعمال ومكارهه، ونواهيه وأوامره، وألقى إليكم المعذرة، واتّخذ عليكم الحجّة، وقدّم إليكم بالوعيد، وأنذركم بين يدي عذاب شديد"19.
والوصية بالقرآن تعني العمل به، وإلّا ما فائدة أن نقرأ القرآن لقلقة لسان، كما أنّه لا فائدة لوصفة الطَّبيب دون أن نعمل بها.
ومن هنا يوصي الإمام عليّ عليه السلام بالعمل بالقرآن: "والله الله في القرآن، لا يسبقكم بالعمل به غيركم"20.
هنا واقعاً يسأل الإنسان نفسه هذه الأسئلة:
هل نستفيد من القرآن الكريم إن زيّنّاه وألبسناه ذهباً وعلّقناه في المنزل؟!
هل نعطي للقرآن حقّه إن نسيناه في زوايا البيوت وعلاه الغبار؟!
هل إن تعلّمنا رسوم التَّجويد وحسّنّا أصواتنا في ترتيله، هل بهذا نؤدّي حقّه؟! نعم إنّ ذلك مطلوب وجيّد، ولكن ليس هو الهدف والمبتغى وما لأجله نزل القرآن الكريم.
هل نستفيد من القرآن المجيد إن تلوناه على الأموات، وكان مقروءاً في مناسبات الموت، أمّا في مناسبات الحياة فنحن ناسوه ومعرضون عنه؟!
هل إنْ طبعنا عدداً كبيراً من القرآن المجيد ووزّعناه في مناسبات الموت، ثمّ ألقينا به على الرُّفوف ليعلوه الغبار، هل نكون قد أدّينا واجبنا؟!
القرآن الكريم جاء للحياة لنحيا به، جاء ليسلك طريقه في الحياة الفرديَّة والاجتماعيَّة والاقتصاديَّة والسياسيَّة وكلِّ مجالات الحياة. لقد حذّرنا الإمام عليّ عليه السلام من الإعراض عن العمل بالقرآن: "ومن قرأ القرآن فمات، فدخل النّار، فهو ممّن كان يتّخذ آيات الله هزواً"21. ولقد نبّه الإمام عليه السلام إلى أنّه سوف يأتي يوم يبتعد فيه النَّاس عن القرآن فقال: "يأتي على النّاس زمان، لا يبقى فيهم من القرآن إلاّ رسمه، ومن الإسلام إلاّ اسمه"22.
آداب العمل بالقرآن
للعمل الصَّحيح بالقرآن الكريم آداب ينبغي التقيُّد بها إذا كنَّا نتوخَّى النَّتائج الطَّيّبة والآثار النُّورانيَّة وهي:
1- الطَّهارة عند تلاوته (أن يكون على وضوء).
2- عدم مسِّ كلمات القرآن إلّا بعد الوضوء وهو من الشُّروط اللَّازمة.
3- استقبال القبلة عند القراءة.
4- ابتداء السُّور القرآنيَّة بقول: ﴿أعوذ بالله من الشَّيطان الرجيم﴾ أو ﴿أعوذ بالله السَّميع العليم من الشَّيطان الرجيم﴾ ثمَّ البسملة.
5- أن تكون القراءة ترتيلاً، كما ورد الأمر بذلك في القران: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلً﴾23.
6- أن تكون القراءة في المصحف، لا في غيره، ممَّا اشتمل على بعض الايات ككتب الأدعية، الَّتي يطبع عادة جزء من القران الكريم في أوَّلها، أو القراءة غيباً وظاهراً. عن النَّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "القراءة في المصحف أفضل من القراءة ظاهراً"24 وعن الصَّادق عليه السلام: "النَّظر في المصحف عبادة"25.
7- المواظبة على التَّلاوة: ينبغي المواظبة على تلاوة القرآن الكريم ضمن برنامج واضح ومحدّد، وعدم التَّفريط بهذا البرنامج مهما كثرت الانشغالات الحياتيَّة وتنوَّعت. عن الإمام الصَّادق عليه السلام أنَّه قال: "القرآن عهد الله إلى خلقه فقد ينبغي للمرء المسلم أنْ ينظر في عهده وأن يقرأ منه في كلّ يوم خمسين آية"26. وقد ورد التَّأكيد على التَّروِّي في القراءة: جاء عن الإمام الصَّادق لما سئل عن ختم القرآن كلُّ يومٍ فقال عليه السلام "لا يعجبني أنْ تقرأه في أقلَّ من شهر"27.
8- تعلّمه وتعليمه: عن الرَّسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: "خياركم من تعلَّم القران وعلّمه"28، وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "إنَّ هذا القرآن مأدبة الله فتعلّموا مأدبته ما استطعتم"29.
9- تعظيمه واحترامه: عن الرَّسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "القرآن أفضل من كلِّ شيء دون الله فمن وقّر القرآن فقد وقّر الله. ومن لم يوقّر القرآن فقد استخفَّ بحرمة الله"30 لذلك حرم تنجيسه واستُحِبّ جعل مكان خاصّ له يوضع فيه.
10- تدبّره والاستفادة منه: يقول تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَ﴾31. وفي الحديث عن الإمام علي عليه السلام: "إنّ وأبلغ الموعظة وأحسن القصص كتاب الله"32، لذلك من الأفضل في التِّلاوة أن تكون بالشَّكل الأمثل، وهو الَّذي يقترن مع التَّدبُّر والتَّفكّر ويستتبع التَّأثُّر والتَّفاعل مع معاني الآيات في وعدها ووعيدها، كما عن أمير المؤمنين عليه السلام واصفاً المتَّقين: "وإذا مرُّوا بآية فيها تخويف، أصغَوْا إليها مسامع قلوبهم وأبصارهم، فاقشعرَّت منها جلودهم ووجلت قلوبهم، فظنُّوا أنَّ صهيل جهنَّم وزفيرها وشهيقها في أصول أذانهم وإذا مرُّوا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعاً، وتطلَّعت أنفسهم إليها شوقاً، وظنُّوا أنَّها نصب أعينهم"33.
===========
القائد الخامنئي
الأمين العام
القرآن الكريم
نهج البلاغة
العقيدة الإسلامية
النبي وأهل البيت
الأخلاق والآداب الإسلامية علم الأخلاق
الأخلاق الإسلامية
الأخلاق العملية
الآداب
الحقوق
قصص أخلاقية
دراسات أخلاقية
مقتطفات أخلاقية
بحوث أخلاقية
الأسرة والمجتمع
المرأة
المعارف العربية
المعارف الإسلامية
معارف الناشئة
العلم نور
موقظ القلوب
الأدعية والزيارات
الفكر الأصيل
منهج حياة
إضاءات رسالية
تساؤلات وردود
الشيعة تاريخًا وأصولا
وصايا رساليّة
أديان ومذاهب
الفقه الموضوعي
المغترب
الكلمات القصار
إضاءات إسلامية
المكتبة الصوتية
إنفوغراف
13 تشرين الأول 2022 م الموافق لـ 16 ربيع الأول 1444هـ
شبكة المعارف الإسلامية
مؤسسات المعارف
مكتبة المعارف
دوريات
برنامج المسابقات
المكتبة الصوتية
الهاتف الإسلامي
معرض الصور
برنامج المناسبات
الإستفتاءات
الأخلاق والآداب الإسلامية :: الأخلاق والثقافة الإسلامية
معرفة القرآن الكريم
أعظم نعمة في الوجود
يقول الله تعالى في كتابه الكريم ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرً﴾1. إن كلمة (أقوم) صيغة تفضيل بمعنى الأكثر ثباتاً واستقامة واعتدالاً. فالقران الكريم كذلك من جميع الجوانب، أي: في كلِّ الوجود والحياة وكافَّة القضايا، لذلك هو من أعظم النِّعم على البشريَّة الَّتي لو قضى الإنسان عمره كاملاً في سجدة واحدة ما أمكنه أن يؤدِّي حقَّ هذه العطية الإلهيَّة الخالدة، وهو الميزان الَّذي على وفاقه البشرى والجنَّة، وعلى شقاقه الخسران والنَّار.
فضل القرآن ومنزلته
لقد أرسل الله تعالى الأنبياء عليهم السلام لهداية البشريَّة إلى سواء السَّبيل، وأنزل على بعضهم كتباً لتكون منارات يستهدي بها النَّاس، ولكن للأسف حَرَّف النَّاس كتب الله تعالى، كما في التَّوراة والإنجيل، وبذلك انحرفوا عن الصِّراط المستقيم ووقعوا في ضلال مبين.
إلى أن أرسل الله تعالى نبيَّه الكريم محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم ليرجع النَّاس إلى طريق الله، ويزيلهم عن الانحراف، وينير لهم الطَّريق، فأنزل على قلبه الكتاب الكريم القرآن المجيد وحفظه تعالى من التَّحريف: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾2.
فكان الهادي والمبين والموعظة والمنير لطريق السَّالكين إلى الله تعالى، فهو الكتاب السَّماويّ الوحيد الَّذي لم تمسُّه يد التَّحريف. يقول تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾3.
﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾4. ﴿هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ﴾5.
وحسب القرآن عظمة وكفاه منزلة وفخراً وفضلاً أنّه كلام الله العظيم، ومعجزة نبيّه الكريم، وأنّ آياته هي المتكفّلة بهداية البشر في جميع شؤونهم وأطوارهم، وفي جميع أجيالهم وأدوارهم، وهي الضَّامنة لهم بنيل الغاية القصوى والسَّعادة الكبرى في العاجل والآجل.
هو كلام الله و "فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه"، وهو وصيّة الرَّسول صلى الله عليه وآله وسلم الأولى والثقَل الأكبر الَّذي خلَّفه قائلاً: "إنّي تارك فيكم الثَّقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن تضلُّوا ما إن تمسّكتم بهما، وإنَّهما لن يفترقا حتَّى يردا علَيَّ الحوض"6.
يصف الإمام عليّ عليه السلام كتاب الله ويبيّن منزلته حين يقول: "ثمّ أنزل عليه الكتابَ نوراً لا تُطفأ مصابيحُه، وسراجاً لا يخبو توقُّدُه، وبحراً لا يدركُ قعرُه، ومنهاجاً لا يُضِلّ نهجُه، وشعاعاً لا يُظِلم ضوؤه، وفرقاناً لا يخمدُ بُرهانُه، وتبياناً لا تهدم أركانه، وشفاءً لا تُخشى أسقامُه، وعزّاً لا تُهزَم أنصارُه، وحقّاً لا تُخذَلُ أعوانُه. فهو معدِن الإيمان وبحبوحته، وينابيع العلم وبحوره، ورياض العدل وغدرانه، وأثافيّ الإسلام وبنيانه، وأودية الحقّ وغيطانه، وبحرٌ لا ينَزْفَه المستنزفون، وعيون لا ينضبها الماتحون، ومناهل لا يغيضها الواردون، ومنازل لا يضلّ نهجَها المسافرون، وأعلامٌ لا يعمى عنها السَّائرون، وآكامٌ لا يجوز عنها القاصدون. جعله الله ريَّاً لعطش العلماء، وربيعاً لقلوب الفقهاء، ومحاجََّ لطرق الصُّلحاء، ودواءً ليس بعده داء، ونوراً ليس معه ظلمة، وحبلاً وثيقاً عروته، ومعقلاً منيعاً ذروته، وعزّاً لمن تولّاه، وسُلَّماً لمن دخله، وهدىً لمن ائتمَّ به، وعذراً لمن انتحله، وبرهاناً لمن تكلّم به، وشاهداً لمن خاصم به، وفلجاً لمن حاجَّ به، وحاملاً لمن حمله، ومِطيَّة لمن أعمله، وآيةً لمن توسَّم، وجُنَّة لمن استلأم، وعِلماً لمن وعى، وحديثاً لمن روى وحكماً لمن قضى..."7.
آثار التَّمسُّك بالقرآن
القرآن الكريم كلام الله وللتَّمسُّك بكلامه آثار عدّة منها:
1- الهداية من كلِّ ضلالة: القرآن الكريم مظهر هداية الله، وسرُّ النَّجاة من الضَّلالة: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرً﴾8. وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إني تارك فيكم الثَّقلين ما إنْ تمسكتم بهما لن تضلُّوا كتاب الله وعترتي أَهل بيتي وإنَّهما لن يفترقا حتَّى يردا عليَّ الحوض"9.
2- الارتقاء في مراتب الآخرة: كلُّ آيةٍ من آيات القرآن الكريم تمثِّلُ درجةً من درجات الجنَّة، وكلَّما تحقَّقَ الإنسانُ بآيةٍ من آيات الكتاب الإلهيّ، كلَّما ارتقى في مراتب الجنَّة. فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "عدد درج الجنَّة عدد آيات القرآن، فإذا دخل صاحب القرآن الجنَّة قيل له، اقرأ وارق لكلِّ آية درجة فلا تكون فوق حافظ القرآن درجة"10.
3- الشِّفاءُ: القرآن هو الشَّافي الحقيقيُّ لأمراض النُّفوس المزيل لأمراض القلوب، وهو إكسيرُ السَّعادة في الدَّارين. فمن أراد أنْ يطهر باطنه من الأمراض والرَّذائل الأخلاقيَّة والذُّنوب المماحقة فما عليه سوى التَّمسُّك بهذا النُّور الإلهيّ. قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارً﴾11. وعن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له قال: "واعلموا أنَّه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد قبل القرآن من غنى، فاستشفوه من أَدوائكم واستعينوا به على لأوائكم، فإنَّ فيه شفاء من أكبر الدَّاء وهو الكفر والنِّفاق والغيّ والضَّلال"12. وعنه عليه السلام أيضاً قال: "وتعلَّموا القرآن، فإنَّه ربيع القلوب واستشفوا بنوره، فإنَّه شفاء الصُّدور"13.
4- حملته يحشرون مع الأنبياء عليهم السلام: من كرامة الله على حامل القرآن أنْ يرزقه ثوابَ الأنبياء ويحشرهَ معهم، فعن النَّبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إنَّ أَكرم العباد إلى الله بعد الأنبياء العلماء، ثمَّ حملةُ القرآن يخرجون من الدُّنيا كما يخرج الأنبياء، ويُحشرون من قبورهم مع الأنبياء، ويمرُّون على الصِّراط مع الأنبياء، ويأخذون ثواب الأنبياء، فطوبى لطالب العلم وحامل القرآن ممَّا لهم عند الله من الكرامة والشَّرف"14.
5- النَّجاة من العذاب: لأنّ الله تعالى لا يعذِّبُ من تلبَّسَ برداء القرآن ظاهراً وباطناً، لأنَّه صار مظهراً للقرآن خَلقا وخُلقا، ولأنّ القرآن هو الجنَّة نفسها. فعن النَّبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قال: "اقرؤوا القرآن واستظهروه، فإنَّ الله تعالى لا يعذِّب قلباً وعى القرآن"15.
6- الخروج من الظَّلمات إلى النُّور: فهو الكتاب السَّماويّ الوحيد الَّذي يهدي إلى سبل الخير والسَّلام، وهو نور الله المتَّصل بين الأرض والسَّماء، والصِّراط المستقيم الَّذي من سلكه نجا ومن تخلَّفَ عنه هلك: ﴿قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾16.
7- الشَّفاعة: من نعم الله السَّابغة على المتمسِّكِ بالقرآن الكريم، أنْ يرزقَه الشَّفاعةَ الَّتي هي من أهمّ خصائص الأنبياء والأولياء والشُّهداء، فعن الرَّسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من استظهر القرآن وحفظه، وأحلَّ حلاله، وحرّم حرامه، أدخله الله به الجنَّة وشفَّعه في عشرة من أهل بيته كلُّهم قد وجب له النَّار"17.
8- الإيمان: تجذُّر الإيمان في النَّفس وتكامله، هو من أهمّ الآثار المترتِّبة عن التَّمسُّك الحقيقيّ بالقرآن الكريم: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾18.
ينبغي العمل بالقرآن
ولأجل ما يحمل القرآن الكريم من فضل وعظمة وأهميّة، كان وصيّة أمير المؤمنين عليه السلام: "فالله الله أيّها النّاس، فيما استحفظكم من كتابه، و استودعكم من حقوقه.. وأنزل عليكم الكتاب تبياناً لكلّ شيء، وعمّر فيكم نبيّه أزماناً، حتّى أكمل له ولكم، فيما أنزل من كتابه، دينه الّذي رضي لنفسه، وأنهى إليكم على لسانه محابّه من الأعمال ومكارهه، ونواهيه وأوامره، وألقى إليكم المعذرة، واتّخذ عليكم الحجّة، وقدّم إليكم بالوعيد، وأنذركم بين يدي عذاب شديد"19.
والوصية بالقرآن تعني العمل به، وإلّا ما فائدة أن نقرأ القرآن لقلقة لسان، كما أنّه لا فائدة لوصفة الطَّبيب دون أن نعمل بها.
ومن هنا يوصي الإمام عليّ عليه السلام بالعمل بالقرآن: "والله الله في القرآن، لا يسبقكم بالعمل به غيركم"20.
هنا واقعاً يسأل الإنسان نفسه هذه الأسئلة:
هل نستفيد من القرآن الكريم إن زيّنّاه وألبسناه ذهباً وعلّقناه في المنزل؟!
هل نعطي للقرآن حقّه إن نسيناه في زوايا البيوت وعلاه الغبار؟!
هل إن تعلّمنا رسوم التَّجويد وحسّنّا أصواتنا في ترتيله، هل بهذا نؤدّي حقّه؟! نعم إنّ ذلك مطلوب وجيّد، ولكن ليس هو الهدف والمبتغى وما لأجله نزل القرآن الكريم.
هل نستفيد من القرآن المجيد إن تلوناه على الأموات، وكان مقروءاً في مناسبات الموت، أمّا في مناسبات الحياة فنحن ناسوه ومعرضون عنه؟!
هل إنْ طبعنا عدداً كبيراً من القرآن المجيد ووزّعناه في مناسبات الموت، ثمّ ألقينا به على الرُّفوف ليعلوه الغبار، هل نكون قد أدّينا واجبنا؟!
القرآن الكريم جاء للحياة لنحيا به، جاء ليسلك طريقه في الحياة الفرديَّة والاجتماعيَّة والاقتصاديَّة والسياسيَّة وكلِّ مجالات الحياة. لقد حذّرنا الإمام عليّ عليه السلام من الإعراض عن العمل بالقرآن: "ومن قرأ القرآن فمات، فدخل النّار، فهو ممّن كان يتّخذ آيات الله هزواً"21. ولقد نبّه الإمام عليه السلام إلى أنّه سوف يأتي يوم يبتعد فيه النَّاس عن القرآن فقال: "يأتي على النّاس زمان، لا يبقى فيهم من القرآن إلاّ رسمه، ومن الإسلام إلاّ اسمه"22.
آداب العمل بالقرآن
للعمل الصَّحيح بالقرآن الكريم آداب ينبغي التقيُّد بها إذا كنَّا نتوخَّى النَّتائج الطَّيّبة والآثار النُّورانيَّة وهي:
1- الطَّهارة عند تلاوته (أن يكون على وضوء).
2- عدم مسِّ كلمات القرآن إلّا بعد الوضوء وهو من الشُّروط اللَّازمة.
3- استقبال القبلة عند القراءة.
4- ابتداء السُّور القرآنيَّة بقول: ﴿أعوذ بالله من الشَّيطان الرجيم﴾ أو ﴿أعوذ بالله السَّميع العليم من الشَّيطان الرجيم﴾ ثمَّ البسملة.
5- أن تكون القراءة ترتيلاً، كما ورد الأمر بذلك في القران: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلً﴾23.
6- أن تكون القراءة في المصحف، لا في غيره، ممَّا اشتمل على بعض الايات ككتب الأدعية، الَّتي يطبع عادة جزء من القران الكريم في أوَّلها، أو القراءة غيباً وظاهراً. عن النَّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "القراءة في المصحف أفضل من القراءة ظاهراً"24 وعن الصَّادق عليه السلام: "النَّظر في المصحف عبادة"25.
7- المواظبة على التَّلاوة: ينبغي المواظبة على تلاوة القرآن الكريم ضمن برنامج واضح ومحدّد، وعدم التَّفريط بهذا البرنامج مهما كثرت الانشغالات الحياتيَّة وتنوَّعت. عن الإمام الصَّادق عليه السلام أنَّه قال: "القرآن عهد الله إلى خلقه فقد ينبغي للمرء المسلم أنْ ينظر في عهده وأن يقرأ منه في كلّ يوم خمسين آية"26. وقد ورد التَّأكيد على التَّروِّي في القراءة: جاء عن الإمام الصَّادق لما سئل عن ختم القرآن كلُّ يومٍ فقال عليه السلام "لا يعجبني أنْ تقرأه في أقلَّ من شهر"27.
8- تعلّمه وتعليمه: عن الرَّسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: "خياركم من تعلَّم القران وعلّمه"28، وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "إنَّ هذا القرآن مأدبة الله فتعلّموا مأدبته ما استطعتم"29.
9- تعظيمه واحترامه: عن الرَّسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "القرآن أفضل من كلِّ شيء دون الله فمن وقّر القرآن فقد وقّر الله. ومن لم يوقّر القرآن فقد استخفَّ بحرمة الله"30 لذلك حرم تنجيسه واستُحِبّ جعل مكان خاصّ له يوضع فيه.
10- تدبّره والاستفادة منه: يقول تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَ﴾31. وفي الحديث عن الإمام علي عليه السلام: "إنّ وأبلغ الموعظة وأحسن القصص كتاب الله"32، لذلك من الأفضل في التِّلاوة أن تكون بالشَّكل الأمثل، وهو الَّذي يقترن مع التَّدبُّر والتَّفكّر ويستتبع التَّأثُّر والتَّفاعل مع معاني الآيات في وعدها ووعيدها، كما عن أمير المؤمنين عليه السلام واصفاً المتَّقين: "وإذا مرُّوا بآية فيها تخويف، أصغَوْا إليها مسامع قلوبهم وأبصارهم، فاقشعرَّت منها جلودهم ووجلت قلوبهم، فظنُّوا أنَّ صهيل جهنَّم وزفيرها وشهيقها في أصول أذانهم وإذا مرُّوا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعاً، وتطلَّعت أنفسهم إليها شوقاً، وظنُّوا أنَّها نصب أعينهم"33.
===========
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق